Tuesday, October 14, 2014

حينما ميل تلك الليلة قرر أنه ميحدفش منديله

بعد كل تلك الفانتازيا الرومانسية التى أفنينا عمرنا فيها أدركنا أن الكوليرا أصابت الحب منذ زمن طويل ، وأن هارى لم تتسنى له الفرصة أبداً لكى يلتقى بسالى .
توم هانكس لم يتلق البريد الإلكترونى الخاص به ومات بعد إصابته بماس كهربائى أثناء قيامه برسترة الراوتر ، وانتهى الأمر بميغ رايان ببيع محل كتبها والعمل كسكرتيرة لمدرس ثانوى وتحملت كل هذا التحرش من الطلاب لأن لقمة العيش صعبة والقرش بيذل .
المواقف الخرقاء تحدث دائماً حينما يشاهدك الشخص الذى تحاول نيل إعجابه ، أما ذاك الحجر فقد وُضع خصيصاً لعركلة قدمك كى تسقط فى بركة مياه صرف صحى .
الشخص الذى قضيت الليالى تتأمل وجهه أثناء قرآتك لموشحات الأندلس سيضحك منك ثم يكمل سيره ليلتقى بشخص لا يسقط فى بركة مجارى كالأحمق .
سنجلس ونتحدث عن الأمر لساعات ونستمر فى تكرار سرد كل تلك القصص التى كان من الممكن أن تكون رائعة لو اختلفت الظروف قليلاً. 
سنحارب من أجل المقعد بجانب السائق فى الميكروباص وستجلس هى بجانبه فى السيارة ، بتبادلان الطرفات عن الحمقى العالقين فى أفلام التسعينات الرومانسية وأغانى ويست لايف وفتيان الشارع الورانى والراجل اللى بيزعق فى here comes the rain again .
القهوة ستشرب فيروز حينما تكتشف أنه صار عنده ولاد ،وعبدالمطلب المسكين صدمه أتوبيس نقل عام أثناء سيره من السيدة لسيدنا الحسين .
سيزيف لم تعد على أكتافه الصخرة ، والسنونو فى النهاية بطل ينونو والحلزون مات قبل أن يتمكن من الهروب من الفريندزوون .
أما نحن فكالعادة جالسون على المقهى المعتاد نشرب الشاى بالنعناع ونفتح الفيس من الوايفاى المجانى للمقهى ، ونراقب كل تلك الrelationship status وهى تتغير من single إلى engaged ثم نتبادل نظرات كئيبة ونعود لنستكمل شرب كوب الشاى بالنعناع .

Friday, October 10, 2014

ليلة طويلة بعض الشئ

فى طريقى الى المنزل التقيت بأفلاطون الذى لوح لى ثم أخذ يتبول على جدران المدينة الفاضلة أما ديكارت المسكين فقد كان يركض عارياً فى العدم لأنه أخيراً اكتشف أن كونه يفكر لا يعنى بالضرورة كونه موجود.
فى مكان آخر كان نيشه يجلس متخذاً وضعيته الشهيرة "أمير الأحزان" بينما يراقب بحزن عباس بن فرناس الذى قفز من اعلى برج القاهرة صارخاً "أنا الانسان المتفوق...أنا أطيييييي" حتى اصطدم بالقاع بقوة وتناثرت أشلاؤه ثم ظهر سعد زغلال وقام بالجلوس بجانب نيتشه لمواساته قائلاً له بصوت حزين "مفيش فايدة يبنى" .
مررت بقهوة فى وسط البلد حيث وجدت سارتر وألبير كامو بيشدولهم بيشدولهم حجر معسل لكن سيزيف القهوجى كلما حاول وضع الحجر كان يسقط ثانية فيصرخ به ألبير كامو "مش طالبة عبث الله لا يسيئك" فينصرف سيزيف لإحضار حجر آخر ويتركهما يتناقشان فى الوجودية .وعلى طاولة أخرى جلس فرناندو بيسوا ينتابه نوع من اللاطمأنية مانحاً ظهره لكافكا المسكين الذى كان يدندن فى حزن "كتاب حياتى يا عين" وجلس بجوارهم أحد الأشخاص الشديدى العمق حاطط الهيدفونز وبيستمع لفيروز وهو بيشرب قهوة سادة .
على الطاولة المجاورة لهما جلس فرويد يناقش نظريته مع أحمد التباع حينا وجدوا ستالين يقف منتصباً أمامهم فجأة ثم احتضن احمد التباع صارخاً "ابنى العزيز" .
على طاولة أخرى جلس أرسطو يناقش عجوة القهوجى فى المنطق الصورى بينما جلس آينشتاين مع هايزنبرج يحاولون تصفية خلافاتهم ولكن الأمر انتهى بشجار عنيف لم يهدأ حتى أخذوا يراقبون شرودنجر الذى راح يركض خلف قطته التى دائماً تقفز مسرعة كلما اقترب منها تاركة اياه يلحس التراب ثم انفجر كلاً من آينشتاين وهايزنبرج ضحكاً جراء هذا الموقف الساخر.
تحت بقعة الضوء كان يجلس نجيب سرور على وشك الانتهاء من تلاوة أمياته بينما ينصت إليه جورج أوريل وأحمد فؤاد نجم اللى كان على وشك الانتهاء من لفافة الحشيش اللى فى ايده وكوباية اليانسون ويستعد هو والشيخ امام لاعتلاء خشبة المسرح .
شكسبير كان يقف أمام المرحاض ينتابه نوع من التردد "أتبول أو لا أتبول" حينما احتضنه شخصاً غريب بقوة وهزه بعنف قائلاً "عليا الحرام أسيادنا راضيين عليك" فتبول شكسبير على نفسه من هول الموقف .
وبينما كنت أراقب هذا كله اصطدم بى شخص قصير بنظارة مستديرة وبينما أدير وجهى له أمسك كتفى بقوة وراح يقول لى "وعهد الله أنا مش ملحد" فأخبرته "مصدقك يا عم نجيب..مصدقك"
فجأة صرخت امرأة بصوت جهور "أاااه من قيدك أدمى معصمى" يجرها أحد ضباط مكافحة المخدرات بتهمة أن أغانيها مخدر أكثر قوة من الحشيش بينما الشيخ محمد حسين يعقوب صارخاً "أختااااااااه..ألم أخبرك أن تحذرى" ثم يأتى مصطفى كامل من بعيد ليصافح الضابط قائلاً "تسلم الأيادى ويشاهدهم من بعيد مصطفى كامل الأكبر صارخاً "بلادى بلادى"
قررت أن هذا يكفى لليلة واحدة فأشرت لسيارة أجرة لأجد أن السائق هو حامد سنو الذى راح يقول لى "فيك تسوق اما بتنساق بيرجعلك الخيار" فقلت فى نفسى "واضح أن الليلة لسة طويلة"