Friday, October 30, 2015

الفراشات تَقتل

كل الحبكات الدرامية المتعلقة بقصص السفر عبر الزمن بتدور حول نقطة واحدة وهى انك أثناء سفرك عبر الزمن عليك بالطبع ان تبدأ رحلتك بدعاء السفر وتردى حزام الأمان وعند وصولك لجهتك الزمنية فتأكد من عدم لمس شئ..أى شئ .
اى تغيير ستحدثه فى الماضى مهما كانت درجة بساطته سينتج عنه تسلسل هائل من الأحداث التى ستغير مجرى الزمن والتاريخ . وطبعًا لأن الأبطال كلهم حمقى ويدفعهم فضولهم تجاه الاحتكاك بروح الماضى . دا غير بصراحة يعنى الواحد مطلعش عين اللى جابوه فى اختراع آلة زمن علشان ياخدها يركنها تحت البيت يعنى .هذا طبعًا بغض النظر عن ان فى الأساس الجميع يسافرون عبر الزمن لحل مشكلة ما بدأت تظهر فى الواقع .
وهكذا ينطلق ابطالنا المغاوير لتغيير مجرى الزمن وتبدأ سلسلة لانهائية من الأحداث العشوائية الغير متوقعة ، الناتجة عن التغيير البسيط اللى أحدثوه فى الماضى . وهنا بالضبط بتتشكل بؤرة الأحداث للقصة حيث بيسافر الأبطال عبر الزمن لمنع نفسهم اللى سافروا عبر الزمن من تغيير مجرى الزمن ..بس اهم لحظة تجلى فى القصة هى اللحظة اللى بيكتشف فيها أبطالنا ان محاولاتهم اليائسة لحل المشكلة فى الماضى هى فى حد ذاتها بداية المشكلة وان المشكلة دى لم تكن لتظهر لولا سفرهم عبر الزمن "الحلقة الزمنية المفرغة" وان كل هذه المعاناة هى فى حقيقة الأمر نتيجة اختياراتهم على مر جميع الأزمنة. بمحاولتك حل المشكلة انت كنت السبب فى حدوثها .
بغض النظر عن الرحلة الزمنية المعقدة فالحقيقة هى انك مش مضطر تسافر عبر الزمن علشان تكون السبب فى حدوث المشكلة اللى انت حاليًا بتحاول بشتى الطرق ايجاد طريقة لحلها . محاولاتك العفوية لتصحيح الوضع أو تلافى الوقع فى الماسورة الخطأ أثناء لعب ماريو ادت فى النهاية لموت الأميرة ولكونك حاليًا بتعانى .
أظن اننا عمرنا ما حنقدر نتحمل عواقب اختياراتنا كما ينبغى ، خاصة تلك العفوية منها لكن على كل حال . لكن الحقيقة هى اننا احيانًا _عن غير قصد_ كنا المحرك الأول لكل هذه السيناريوهات التى سيتعين علينا _بشكل او بآخر_ ان نتكيف معها .