Saturday, August 29, 2015

عالم جديد شجاع

هل العالم انعكاس لذاتنا وافكارنا ام نحن انعكاسه ؟ اياً كان فذلك مبرر واضح لرؤية العالم دائماً بحاجة للانقاذ لعلنا ننقذ ما تبقى منا .
"الودعاء الطيبون هم الذين يرثون الأرض لانهم لا يشنقون" على أن أعارض امل دنقل ليس لأن الثائرون يعلقون على المشانق لكن لأن الودعاء الطيبون جثثهم تملأ الطريق السريع والاوغاد فقط هم الذين يعيشوا ليروا غداً افضل ويفرون ضاغطين على دواسة البنزين ، يتركون الموت خلفهم ويغيرون زجاج السيارة المكسور ويزيلون بقعة الدماء اعلى مقدمة السيارة ثم يضيع كل شعور بالندم حينما تغادر آخر قطعة من الزجاج المتناثر شعرهم المصفف بعناية شديدة.
لا ادرى حقاً اذا كان الشعور باليأس تجلى لدينا مع اول كرة تم قذفها بعيداً بحماس طفولى لتسقط أسفل سيارة أحدهم ، ام مع ايقاف عرض البوكيمون على القناة الثانية بحجة انه اسرائيلى..على الأرجح توارثناه عن أبائنا .
هل العالم _الذى لن نحيا لنراه_ يستحق القتال من أجله..يستحق الموت ! 
كل هذه المبادئ والأخلاق بداخلنا هى التى تفصلنا عن السعادة . آخرون يفعلون تلك الأشياء التى من المفترض ان نفعلها..نستحق ان نفعلها لكننا ها نحن هنا نبكى وفاة أخرى ونبكى _كما قال أحدهم_ "سلالتنا المهددة" .
العاقبة الأخلاقية لا تطارد سوى هؤلاء المؤمنون بوجود ما يسمى بالعاقبة الأخلاقية .
عالم جديد شجاع من أجل أبنائنا الذين لن ننجبهم لأننا لم تتسنى لنا الفرصة لنحيا بالقدر الكافى لانجابهم ..غداً أفضل فى مكان ما لسنا أحد أفراده .
هل العالم انعكاس لذاتنا وافكارنا ام نحن انعكاسه ؟ اذا كان العالم يستحق الموت فعل نستحق نحن الموت بدورنا ام ان الوضع هنا مختلف ؟ المؤكد ان الحرب ليست حربنا فنحن فقط هؤلاء الأشخاص الذين يحيطون بأبطال الرواية ، اولئك الذين يختفون فى احداث غامضة دون أن يتساءل أحد عن مصيرهم . سينتهى الامر يوماً ما بالنسبة لأحدهم لكننا سنظل عالقين فى منتصف الرواية وفى لحظة ما سيتم القاء الرواية على الرف وسيعلونا التراب دون ان نملك اى دليل عن كيفية انتهاء الرواية..الامر انتهى لكن فقط اولئك فى الصفحات الأخيرون يعرفون كيف انتهت كل تلك المعضلات التى _فى الصفحة التى نحن فيها_ لم يتمكن احدهم من معرفة سبب حدوثها او كيف ستؤدى فى النهاية لمعنى .