Sunday, May 24, 2015

احدى اللحظات التى لم نختبأ فيها من الآشعة فوق البنفسجية

الساعة الخامسة صباح الاحد 24/5/2015 
بعد ثلاث ساعات من النوم كان على أن اتوجه الى الشرفة بصحبة كوب القهوة التى انوى _باذن الله_ ان اقوم بتحضيرها كل يوم بعد انتهاء الامتحانات خصيصاً كى أستمتع بسكبها فى الحوض او فى مكان أكثر تحضراً يليق بمدى كراهيتى لدين والدها.
كتبت بالأمس عن كونى شخصية روتينية وفى حقيقة الامر فان رؤيتى للنسخة الجيدة من المستقبل ليست سوى حياة هادئة نسبية ، روتينية للغاية . فقط استيقظ فى شقة بسيطة فى احدى مدن اوروبا وأذهب الى الشرفة بالصباح لأدخن سيجارة واقرأ جريدة لأعرف ماذا اصاب العالم فى الساعات الماضية ، ثم أتابع يومى. سأذهب الى العمل سيراً وربما قبل الذهاب سأصطحب كلبى العزيز _الذى ساعدنى على التخلص من فوبيا الكلاب_ فى جولة قصيرة . سأنهى العمل ثم اذهب ليلاً الى احد الاماكن الهادئة وأجلس الى نفس الطاولة ،لا أعرف ماذا أفعل هناك ، فقط أجلس كاننى فى انتظار شخصاً ما لن يأتى ثم أعود الى المنزل وانهى كل تلك الكتب والروايات التى لم اقرأها بعد وأخلد الى النوم .
الوضع من شرفة منزلى فى طنطا ربما يكون أشد البعد عن الأمر لكننى أجد بعض السلوى فى ذاك الهدوء التام وفى كون أعمدة الاضاءة فى الشارع ما زالت مضاءة . الهواء بارد نسبياً يداعب أطراف جلبابى الصيفى العزيز ودايفيد جيلمور يخبرنى أن أنظر مباشرة إلى الشمس الساطعة ولا تخف من الاشعة فوق البنفسجية .
لم أرغب فى انتهاء المشهد بسرعة لذلك أخرجت السيجارة الثانية ثم الثالثة دون تفكير . فقط فعلت كل شئ دون تفكير فى اننى فى خلال خمس ساعات _سأقضيهم فى حفظ المزيد من قوانين انتقال الحرارة_ سأجلس أمام دكتورى الجامعى العزيز . سأبتسم فى وجهه وأتبشش واضحك على اى شئ سخيف يقوله . سأقبل مؤخرته من أجل درجة اخرى أو سأحاول على الأقل ان اتمالك اعصابى وامنع نفسى من لكمه بقوة .
فى الخامسة صباحاً تتوقف عن التفكير فى مشاكل العالم الثالث ، أو أن شربك ثلاث سجائر يزيد نسبة اصابتك بسرطان الرئة خاصة اذا كانت هذه هى العلبة السابعة فى خلال يومين .
سنتجرد من كل تلك الأشياء التى تحزننا وسنفكر فى فقط فى تلك اللخظات الجيدة التى ستتابع فيها روتينك اليومى دون أن ترغب فى قطع شرايينك . ستفكر فى احتمالية ان يكون الغد يوماً افضل حتى وان كان اليوم _بالتأكيد_ لن يصبح افضل ايام حياتك .


No comments:

Post a Comment